رواية كفاح طيبة لـ نجيب محفوظ
تمكن نجيب محفوظ في تقديم الملاحم الإنسانية بكافة تفاصيلها ، فكيف لا يبرع في تقديم ملاحم تاريخية تخص تاريخ بلده.
نحن نتحدث عن رواية صدرت في منتصف الأربعينات ، في وقت كانت مصر ترزح فيه تحت نيران الاحتلال الانجليزي ، فكانت هذه الرواية بمثابة صيحة حق ، ومحاولة لإثارة الهمة لدى المصريين.
نحن نتحدث عن ختام مرحلة محفوظ الروائية الفرعونية ، وكان ختامها مسك ، فقد أنهى محفوظ ثلاثيته الفرعونية بتقديم ملحمة تاريخية من الطراز الرفيع ، ملحمة عن تاريخ وطن مستَعمر من قِبل غزاة ، فنذر ملوكه أنفسهم لتحريره ، حتى ولو كانت حياتهم هي ثمن لذلك التحرير.
رواية رشيقة الكلمة ، بديعة اللفظ ، عظيمة الاحداث ، بارعة الوصف ، تتحدث عن توصيف حي لمعارك ، محفوظ لم يكن مجرد كاتب بقلم ، بل كان كالرسام بريشة دقيقة فكأننا نرى الكلمات مرسومة أمام أنظارنا.
رواية عن تحرير مصر من أول مستعر لها في التاريخ ، وصدرت في عهد آخر مستعمر أجنبي لهذا لبلد الموعود بغزاة من كل صنف ولون.
رواية جميلة ، بلغة من أكمل ما تكون ، وتوصيف بارع للشخصيات ، عمل عظيم ، فعلا.